Monday, May 12, 2025

مولد يا دنيا

على قناة cbc من شوية كان شغال فيلم مولد يا دنيا.. اللي كتبه يوسف السباعي وأخرجه حسين كمال.. واتعرض أول مرة سنة ١٩٧٦.. الفيلم الاستعراضي الجميل اللي يساعدك وانت بتتفرج على تنظيم ضربات قلبك وتحسين التنفس وظبط حالتك النفسية.. الفيلم بيحكي قصة مجموعة من المشردين جواهم فنانين مدفونين بيقابلهم مدرب رقص بيكتشف موهبتهم ويعمل بيهم فرقة فنون شعبية.
الفيلم كان مقصود منه يكون استعراضي.. عشان كده أغلب أبطاله غنوا وشاركوا في كل أغانيه.. حاجة محصلتش كتير في السينما المصرية.
ورغم بساطة القصة نفسها.. لكن بتشوف إزاى الفن قدر يحول شباب متشرد لفنانين.. وإزاي طلّع أجمل ما فيهم.
وبتشوف نفسك كأنك بتتحول معاهم.. وبتبارك تحولهم وبتحب نسختهم الأخيرة..

الفيلم طول الوقت بيبعتلك من خلال أغانيه رسايل إيجابية وعايز ينشلك من تشردك أو شرودك..

فتلاقي أغنية تعالى جنبي اللي كتبها عبدالرحيم منصور ولحنها بليغ حمدي.. كأن الدنيا بتقولك سيب وجعك وهمومك:
 
"ماتيجي جنبي 
هتشوف بعينيك
جنة حواليك
الناس هنا حلوين
عايشين على السماح
ألوانهم الجميلة 
مفيهاش لون الجراح
حاسين بالدفا
عايشين ع الوفا"

بس إنت بتقاوم البهجة وبتقاوح أو خايف ف لسان حالك يرد:

"وفا إيه 
ده الشقا مش راضي بينا
إحنا اللى رضينا بيه"

لكن رغم الخوف إننا نصدق مش هنبطل:
 
"نحلم ببكرة يجينا"..

وبكلمات مرسي جميل عزيز وألحان منير مراد تدلعك الدنيا أكتر..

"أأمر يا أمير واطلب يا أمير تلقى المطلوب جايلك بيطير"

وانت لسة بتقاوح ورافض تصدق
فمرسي جميل عزيز ومحمد الموجي هايشاركوا في المحايلة

"يهديك
يرضيك
الله يخليك"

وانت بتبرر تخوفك:

"طول عمري بهرب من عمري 
وبسلم للأيام أمري
وتاخدني الريح 
وتجيبني الريح
وأيامي بتجري"

عشان جراحك أقوى وذكرياتك أليمة
ومرسي جميل عزيز وكمال الطويل داسولك على كل أوجاعك:

"يرحم زمان وليالي زمان
والناس يا متهني يا فرحان
الدنيا كانت وردة وشمعة
ولسه ما اخترعوش أحزان"

بتراجع نفسك وتطمن نفسك انك مش كده.. وإن حالك كان أحسن:

"صدقني يا صاحبي
كان الزمان صاحبي"

لكن تقلبات الحياة وعنف الموج لما يقلبك:

"آه يا زمان العبر
سوق الحلاوة جبر
إحنا اللي كانوا الحبايب
بيسافروا بينا القمر
بقينا أنتيكا"

وبعد التوهة والحيرة لا نملك في عز ضعفنا وانكسارنا غير إننا نبص للسما ونطلب العون:

"يا قوي يارب
يا كريم يا عظيم يا رحيم يا قوي 
من حر حرقتي ومر دنيتي وضعف قوتي
بنده عليك قوي يارب"

من خلال أغنية في الفيلم تشبه الصلاة كتبها مرسي جميل عزيز ولحنها محمد الموجي.. كان لا بد منها قبل إعلان التغيير النهائي.

وبعد ما خدنا قرار التغيير واستعنا بربنا.. ييجي الاستعراض الأخير في الفيلم.. وبنفوز كلنا بالنتيجة.. ونردد كلمات سيد مرسي وألحان بليغ حمدي:

"يالا يا دنيا نقول للدنيا 
كنا إزاي عايشين في الدنيا
 وليه ضيعنا الوقت ده كله..
واللي ما شافش الدنيا نقوله آهي دي الدنيا"

مع إصرار على التحفيز في تكرار كلمة "يالا".. لأننا خلاص:

"اشتاقنا وهديت أشواقنا خلينا الدنيا تصدقنا"

واكتشفنا إن إرادتنا كانت هي سيد الموقف من البداية وإحنا اللي ظلمنا نفسنا باستسلامنا:

"ورضينا بالنار تحرقنا والنار مش راضية بده كله"

حتى شرير الفيلم توفيق الدقن استجاب لموجة التغيير وغنى معاهم:

"يا للي ظلمتوا معاكوا الدنيا مالها الدنيا"

يخلص الفيلم 
فيلم مولد يا دنيا
اللي كل حاجة وقتها اتحدت عشان تطلع عمل عظيم زي ده..
من أول وفرة الفنانين لحد جمهور متذوق ومزاج عام سامح
مرورا بالإيمان بدور الفن في ترقي المجتمع..
وتنزل لمولد الدنيا الحقيقي
تلاقي الفيلم مكنش أكتر من حلم
تدور على نفس الوشوش اللي كانت في الحلم ماتلاقيهاش 
وتلاقي نفسك بتتكعبل طول حياتك في ناس شبه الملايكة بس جواهم قبح.

شمعي أسعد 
#تأملات_على_الصحراوي

المقال على اليوم السابع 



No comments: