Sunday, October 07, 2007

عثمان أحمد عثمان .. هتعيشوا حياتكم بالمجان




يدفعنى الفضول والفضول فقـــط إلى متــــــابعة مســـلســــل الدالى وســــبب فضــــولى هذا أن المســـلســـــل مستوحى من قصــــــة حيـــــــاة عثمان أحمد عثمان مؤسس شركة المقاولون العرب وبسبب هذا المسلسل أيضاً أطالع مذكرات عثمان أحمد عثمان التى كتبها بعنوان صفحات من تجربتى
ولا شك أن بالكتاب دروس مستفادة ولكن لأن الظرف السياسى يطل برأسه بين صفحات الكتاب ولأن المذكرات كتبت فى عهد السادات (إبريل 1981) فكان لابد أن يكون فى المجمل لصالح عهد السادات وأن يجامله ولو على حساب ما هو معلوم من التاريخ بالضرورة ففى صفحة 136 يقول بالنص
ولكن كل ما أستطيع أن أقوله الآن إننى بصدد كتابة تجربتى الشخصية ولست بصدد كتاب لأسجل حال مصر التى وصلت إليه إلى أن أنقذتها الثورة التى كان الرئيس السادات أول من نسج خيوطها
وهكذا يجامل الرجل السادات ويذكر أنه صاحب فكرة الثورة وليس عبد الناصر وهى مجاملة أقل ما يمكن وصفها به أنها على حساب التاريخ وتطعن الحقيقة فى شرفها ولا يشفع له أنه كان صديق السادات ووزيراً فى عهده وكان أيضا صهره حيث أن إبن عثمان تزوج من إبنة السادات
وبتأمل بسيط يمكننا إدراك كيف يكتبون التاريخ فى بلدنا ... فهو يكتب دائماً لصالح الأقوى حتى لو أضطر كاتبه أن يلوى عنق الحقيقة .. وبالمثل فعل الذين كتبوا التاريخ فى عهد عبد الناصر فقد ظلموا محمد نجيب وقتلوه معنوياً ومازال الكثيرين إذا ما سألتهم من هو أول رئيس لمصر سيقولون بدون تردد أنه جمال عبد الناصر
وحتى فى عصر مبارك أصبح لا تأتى ذكرى حرب أكتوبر إلا ويصبح الحديث عن الضربة الجوية الأولى هو كل تاريخ تلك الحرب .. كما ظلم الجميع الملك فاروق وشوهوا عهده .. وهكذا
أما عن المسلسل فما زال فريق العمل ينكر أى علاقة بين المسلسل وبين حياة عثمان أحمد عثمان ولا أعرف لماذا يصرون على الكذب كما لو كان استنباط عمل درامى من قصة حياة شخصية مثيرة مثل عثمان أحمد عثمان يعد عيباً أو فعلاً مشيناً وإذا لم يكن سعد الدالى يشير ولو من بعيد لعثمان أحمد عثمان فمن يكون ذلك الرجل الذى كان صاحب أكبر شركة مقاولات ثم أصبح وزيراً ولماذا يظهر السادات فى المسلسل. ومن يقرأ مذكرات الرجل سيجد بالفعل تشابهاً كبيراً وليس تطابقاً بالفعل .. حتى أن كلمة إنت مين التى يبدأ بها تتر المسلسل يقول عنها عثمان أحمد عثمان فى مذكراته أن هذا السؤال الذى وجه له فى مواقف عديدة كان علامة فارقة فى مشوار حياته
أما عن أداء نور الشريف فحدث ولا حرج فنور الشريف هو دائماً نور الشريف أى أن سعد الدالى مثل الحاج أحمد عفواً أقصد الحاج متولى .. نفس الأداء الإستعراضى نفس الشخصية التى لا تهزم والتى على حق دائماً ولا تنطق أبداً عن الهوى بل هى العدل المطلق فمن غير الحاج متولى يستطيع أن يقسم الجدول بين زوجاته ويعدل بينهم بهذه الحكمة المتدفقة .. حتى عندما قدم شخصية مبارك فى مسلسل إذاعى منذ سنوات لم يقترب من طريقة الرئيس من قريب أو من بعيد كان فقط نور الشريف .. كعادته دائماً
تذكروا نبرة صوته فى أى عمل له والطريقة التى يصوب بها نظرته نحو خصومه وبريق الحكمة والذكاء الذى يقفز من عينيه .. هو بذاته لا يتغير أبداً
بل إذا قمت بعمل مونتاج بخيالك وانتزعت مشهداً كاملاً من إحدى روائعه ووضعته فى عمل آخر فى مكان مناسب لاتسق الناتج الجديد تماماً بدون أى خلل ولن تشعر سوى بفارق بسيط
حقاً رحم الله أحمد ذكى الذى لا أشك لحظة فى أنه كان يستطيع أن يقوم ببراعة شديدة بأداء دور أم كلثوم