Tuesday, March 08, 2011

ثورة مضادة وعدة ثورات خاصة


يشبه حال مصر قبل ثورة يناير حال بيت مغلق لسنوات طويلة بدون تهوية، بما يترتب على ذلك من تراكم أتربة ونقص أوكسجين، وفساد الجو الداخلى بها وتهيئته لاستقبال أمراض كثيرة، وبالفعل الأمراض التى انتشرت فى مصر طوال السنوات الماضية كانت تليق ببيئة مغلقة أصابها العفن فى كثير من جوانبها، مثل الفساد والطائفية والتعصب، حتى جاءت لحظة التهوية وفتحت الأبواب والشبابيك ليدخل الهواء والشمس ونور النهار، ولتحيا وتنتعش كل التيارات الفكرية بإيجابياتها وسلبياتها، وفى ذلك بعض مخاطر بلا شك، فهذه التيارات المختلفة وجدت نفسها بجوار بعضها البعض فجأة بدون استعداد مسبق لذلك، كمن يضع مكونات ومواد متفاعلة مختلفة فى أنبوب اختبار بدون نسب مدروسة ومحسوبة وبالتالى سيحدث تفاعل عشوائى، ومرحلة التفاعل هذه هى أصعب مرحلة ستمر بمصرحتى تتضح النتائج، وهو تفاعل حتمى وقد بدأ بالفعل وأى محاولة لمنعه أو كتمه تعنى انفجار مدمر.

وكنتيجة طبيعية لكل هذا كان لابد أن تبدأ كيانات صغيرة كثيرة فى النشوء والتكوين، جمعيات، مؤسسات الخ . . أو حتى مجموعات عمل صغيرة، وهو أمر مقبول فى هذه المرحلة حتى تتحد بعض المجموعات المتشابهة فى كيانات أكبر ـ أحزاب مثلا ـ بعد مرحلة طبيعية من التفاعل والفرز، ولا شك أن هناك أخطاء كثيرة ستحدث ولكنها أخطاء البدايات المقبولة جداً التى تأتى بعدها مرحلة تكوين الخبرة والتصحيح الذاتى.

أما الخطر الحقيقى ربما يأتى من بعض الاحتمالات والسيناريوهات السيئة منها:

أولاً أن يأتى حكم أو حاكم مستبد آخر سواء دينى أو عسكرى فيمتص الثورة أو ما تحقق منها محاولاً حبس التفاعل مما يتسبب فى انفجار داخلى يقودنا الى حال أسوأ مما كنا فيه.

ثانياً الثورة المضادة والتى برغم أننا قد فهمنا هذا المصطلح جيداً إلا أنه أصبح مثل نظرية المؤامرة نتحدث عنها كثيراً ونصدقها ورغم ذلك نساهم فى تحقيقها دون أن نعى.

ثالثاً أن نقع فى فخ الثورات الخاصة أى محاولة استحواذ فصيل معين على الثورة ليفرض رؤيته الخاصة بشئ من الأنانية، ليتمرد فصيل آخر على ذلك محاولاً فرض ثورته الخاصة هو الآخر، لندخل فى دائرة صراعات مستمرة قد تصل فى أسوأ صورها الى حرب أهلية أو فوضى حقيقية، وبالتالى يحدث التفاعل بين العناصر المتفاعلة بشكل سلبى بسبب محاولة كل فصيل التحكم فى نسب تلك العناصر لصالحه .

فى الواقع لم أعد أخشى على الثورة من الثورة المضادة لكن ما أخشاه حقا هو الثورات الخاصة.

شمعى اسعد

7 مارس 2010


--

نشرت فى

الأزمة

اليوم السابع

الاقباط متحدون
جريدة الثوار

مصرس

A2-News.Com

اخبار مكتوب

Wednesday, February 16, 2011

مسيحى لا يطالب بحذف المادة الثانية من الدستور



ﻷننى على يقين أن الطائفية هى أكثر نقاط الضعف فى مصر

وأن مصر ممكن أن تنكسر من هذه النقطة تحديدا

وﻷننى لا أريد لمصر هذا الانقسام

وﻷن مصر فوق الجميع

لذلك

وبعد تفكير فى عدة احتمالات متعددة ومتباينة

قررت كمسيحى أننى لا أريد حذف المادة الثانية من الدستور

والتى تنص على أن

الإسلام دين الدولة، واللغة العربية لغتها الرسمية، ومبادئ الشريعة الإسلامية المصدر الرئيسى للتشريع

وذلك للأسباب التالية


أولا

خرجنا كلنا من ثورة 25 يناير بقصص كثيرة تؤكد أن ثمة حالة مصالحة قوية حدثت بين المسلمين والمسيحيين وأننا بالفعل هزمنا الطائفية فى هذه الثورة العظيمة

ولكن بمجرد أن بدأ النقاش حول المادة الثانية حتى بدأت الخلافات تدب من جديد

ونكاد بسبب ذلك نفقد ما حققناه من مصالحة فرح بها الجميع


ثانيا

لا شك أن كثير من المسلمين يشعرون أن هذه المادة حق مكتسب وبالتالى سيثير غضبهم محاولة البعض الاقتراب منها

واحتراما لرغبة الأغلبية لابد من التنازل عن هذا المطلب لا لشىء سوى لوقف حالة الإحتقان التى قد تعود مرة خرى بشكل أسوأ عما كانت عليه قبل ثورة يناير


ثالثا

لا شك أننى مع الدولة المدنية ولكن لن يكون الطريق إليها باستعداء الأغلبية وبث مزيد من الكراهية بين المسلمين والمسيحيين وكافة الأطياف الأخرى


رايعا

الأهم من تغيير المادة الثانية هو تغيير الثقافة التى أنتجتها أولا

بمعنى التركيز على أن الدولة كيان معنوى ليس له دين

ولن تحاسب الدولة يوم القيامة مثل البشر وبالتالى لا معنى أن نكتب أن الدين الفلانى هو دين الدولة

بل من الممكن أن نكتب أن أغلبية السكان يدينون بدين كذا


خامسا

لم ار ضررا فعليا من وجود هذه المادة مادام لا يتم تطبيق حدود الشريعة نفسها فلماذا كل هذا الوقت الضائع حولها


سادسا

ماهى أولوياتنا

هل سنبدأ عهدنا الجديد بمطالب طائفية أو على الأقل تسبب الطائفية؟

ام نهتم بالأحرى بتعديل النصوص التى تمس العدالة الاجتماعية والديموقراطية إلخ


سابعا

من المهم أيضا تفعيل القانون وعدم الاحتكام إلى الجلسات العرفية فيما يخص الأحداث الطائفية فما فائدة دستور يرضى الجميع ولكن قوانينه عير مفعلة وربما كانت هناك نصوص فى الدستور لا يقابلها ما يعززها من القوانين


أخيرا

بدلا من طلب إلغاء المادة الثانية ربما يكون من الأفضل طلب تعديلها إلى أن تصبح مبادئ الشريعة الإسلامية مصدر رئيسى للتشريع بدلا من تعبير المصدر الرئيسى



شمعى اسعد

16

فبراير

2011

---

الاقباط متحدون

بوابة الاهرام الالكترونية

موقع الازمة

موقع مجلة مصرى

نشرت فى موقع مركز الدراسات والابحاث العلمانية في العالم العربي

وموقع الحوار المتمدن

Tuesday, February 08, 2011

ما بين خطاب الرئيس وكلمات وائل غنيم



نعرف أننا شعب عاطفى، ندرك ذلك جيداً، وكان الرئيس مبارك يدرك ذلك أيضاً وهو يلقى الخطاب الذى أعلن فيه عدم ترشيحه مرة أخرى، خصوصاً فى الفقرة التى قال فيها أنه قدم لمصر الكثير ويريد أن يموت فى أرض مصر، ونجح فعلاً فى كسب أكبر "سوكسيه" ممكن، ونجح أيضا فى أن ينقسم المصريين على أنفسهم بسببه ما بين مؤيد لاستمرار المظاهرات المطالبه بتنحيه تماما وبين معارض لذلك والاكتفاء بما تحقق، فضلا عن من هم من مؤيدى بقاء الرئيس على كرسيه للنفس الأخير ـ فى الغالب كانوا يقصدون النفس الأخير لمبارك وليس لمصر ـ ثم دارت الخلافات على أشدها بعد هذا الخطاب وصلت إلى حد التخوين والإتهام بالعمالة، حتى جاء لقاء وائل غنيم مؤسس صفحة خالد سعيد على قيسبوك الذى شاهدناه على قناة دريم، وقد كان مؤثراً أيضا أبكى الجميع معه، ليعيد بذلك بعض الوئام للصفوف ويجدد حماس من قد فتر، ويعيد تدفق المئات مرة أخرى لميدان التحرير.

ولكن ما الفرق بين التأثير العاطفى للرئيس مبارك والتأثير العاطفى لوائل غنيم؟

يأتى أول تلك الفروق وأهمها أن الرئيس كان يتحدث عن نفسه، بينما وائل كان يتحدث عن مصر.

كان الرئيس يقرأ من ورقة كتبها له أحدهم، بينما كلمات وائل كانت تتدفق من قلبه مباشرة لتصب فى قلوب مستمعيه أيضاً.

كان الرئيس يتحدث عما قدمه لمصر، بينما وائل كان يتحدث عما كان ينقص مصر ولم يقدمه الرئيس.

كان الرئيس يتحدث عن رغبته فى الموت فى أرض مصر، بينما وائل كان يريد الحياة لمصر ذاتها.

كان الرئيس يتحدث فى نفس اللحظة التى كان رجاله ومناصروه فيها يسحلون ويقتلون المتظاهرين ولم يعتذر الرئيس ولم يتأسف، بينما وائل حاول أن يعتذر نيابة عنهم رغم كونه أحد الضحايا.

أما عن دور الداخلية فلا شك أنها ساعدت فى نجاح المظاهرات عدة مرات، مرة بمحاولة قمعها فى البداية وإطلاقها الرصاص الحى على المتظاهرين فزاد ذلك من حدة الغضب وحرك الغضب الدولى أيضا ضد نظام مبارك، ومرة أخرى باعتقالها لكثير من النشطاء والمتظاهرين ومنهم وائل غنيم ليخرج بعدها بذلك اللقاء المؤثر الذى أفقد الرئيس بعض التعاطف الذى ناله بعد خطابه، فضلاً عن أن صفحة خالد سعيد التى حركت تلك المظاهرات تأسست أصلا بسبب الجريمة المعروفة لإثنين من المخبرين حينما قتلا الشاب خالد سعيد فى الطريق العام، ويأكلنى الفضول حقاً لأعرف هل يدركون الآن ما سببوه لنظامهم بالكامل من إنهيار بسبب غبائهم، كم صرت على يقين بأن وزارة الداخلية لم تكن أبداً أكثر ذكاءاً من الدبة التى قتلت صاحبها.

شمعى اسعد

8

فبراير 2011

المقال فى المصرى اليوم فى عمود دكتور خالد منتصر

المقال على الاقباط متحدون


انا عامل ثورة فى بيتى

لاننا كل مرة بنقوم بثورة بنغلط نفس الغلطة

بنغير الحاكم فقط

بينما الذهنية التى افرزت نفس الحاكم هى هى لم تتغير

يبقى الثورة من وجهة نظرى

لازم تكون من تحت لفوق

تغيير ثقافة الناس

عشان كده

ان بحاول اعمل ده مع ابنى

بعلمه قبول الاخر

بعلمه يكون حقانى

بعلمه يكون بنى ادم

بمارس معاه الديموقراطية بجد

عشان تبقى منهج حياة مش مجرد فعل سيايى

انا بدأت الثورة من بيتى

Monday, January 03, 2011

إنى أتهم





يبذل الجميع الآن مجهوداً ضائعاً فى البحث عن المجرم الذى فجر قنبلة فى وجه الخارجين من كنيستهم بعد أن فرغوا منذ دقائق من الصلاة من أجل سلام العالم، وأقول لكل هؤلاء أننى لا أشارككم البحث لأننى ببساطة أعرف الفاعل، وحتى لا تتسع دائرة البحث أكثر مما يجب سأكون موجزا وأتهم من أراهم شاركوا أو ساهموا بشكل أو بآخر فى أن تصل الأمور إلى حد استخدام القنابل مع الآخر المختلف.

أتهم كل من صدق أكذوبة الأسيرات المسلمات، وكل من روج أن فى الكنائس أسلحة وفى الأديرة سجون.

أتهم كل وهابى لأنه مجرم بطبعه، أقصد بفكره، أتهم الإخوان لأنهم يرون فى الأفكار الوهابية أفكاراً صديقة، أتهم الفكر السلفى لأنه جعل من الشارع المصرى "قاعدة" شعبية مهيئة لتلقى أفكار القاعدة الإجرامية.

اتهم كل إمام مسجد كان يدعو قائلاً "اللهم يتم أولادهم" وأتهم الذين رددوا وراءه دعواته كالببغاوات.

أتهم كل مسلم معتدل لأنه لم يكن شجاعاً بشكل كاف ليتصدى للأفكار الوهابية التى اخترقته.

أتهم كل من حول طاقة غضب واحباطات الشارع العربى تجاهى أنا شريكه فى الوطن لمجرد أنى هدف سهل ومتاح.

أتهم البقال الذى نشترى منه اللبن والجبن والعيش الفينو لأنه لم ينهر الرجل الذى دخل يداعبه قائلاً "أنت مكشر ليه أوعى تكون زعلان على النصارى اللى ماتوا"

أتهم الشاب الذى كان راكباً مواصلة عامة ورد على تليفونه قائلاً " يا ابني دول حاولوا يدخلوا الجامع ويضربوه بالحجارة لكن احنا عندنا عيال صيع صح ولعولهم في العربيات بتاعتهم وضربوهم .. يا ابني احنا هنربيهم زي ما ربناهم في العمرانية... انا مش خايف منهم دول مرعوبين مني دول مسيحيين يا ابني"

أتهم اللذين يريدون تمييع الجريمة مرددين أن الانفجار استهدف كنيسة ومسجد متجاهلين أن دور المسجد هنا أنه كان موجوداً مصادفة أمام الكنيسة.

أتهم كل من جعل من حلم الدولة المدنية سيف على رقبة الأقباط بحيث كلما غضبوا بعد كل فاجعة صاروا هم المتهمون بالطائفية.

أتهم كل من فكر أنه حينما يقتل الأبرياء يقدم خدمة لربه متصوراً أنه يجلس فى عرشه فى انتظار كأس من الدم.

أتهم كل من ظل على مدار العام السابق للحادث يشوه صورة الأقباط حتى يفقدهم بعض التعاطف الذى نالوه بعد حادث نجع حمادى وقد حدث.

أتهم حتى هؤلاء العلمانيين الذين ركبوا موجة كاميليا وخدعونا وخدعوا أنفسهم حين رددوا أنهم يهتمون بكاميليا الإنسانة، ولم يدركوا حينها أنهم يدوسون بذلك على ملايين الأقباط الأبرياء فى ترديد أكاذيب كانت سبباً فى خلق حالة عداء ضدهم. وأريد الآن أن أصرخ فى وجههم وأسألهم: أين أنتم من كل انسان قتل، وأين انسانيتكم المزعومة؟

أتهم كل من قام بجلد الضحية ولم يوجه لوم بسيط إلى الجانى.

أتهم الدولة التى فشلت فى حمايتى بينما تأخذ منى كل مستحقاتها بلا رحمة، الأمر الذى يعد فسخاً للعقد الاجتماعى المبرم بينى وبينها.

أتهم الدولة بكل أجهزتها المخترقة من الفكر الوهابى.

أتهم حالة التراخى والتباطؤ فى حسم قضية نجع حمادى، رغم وجود الجانى والشهود والأدلة، وقبلها قضايا كثيرة تم تبرئة الجانى ومعاقبة الضحية.

أتهم أسرة زميل إبنى الصغير لأنهم جعلوه يقول لإبنى "مش هلعب معاك عشان انت مسيحى".

أتهم الجموع الغفيرة التى ثارت لأجل مروة الشربينى ولم يحرك أحد ساكناً فى حالة مماثلة للشاب كامل قلادة الذى قتل فى ألمانيا أيضاً على يد متعصب نازى بعد مروة بشهور قليلة، أتهم الازدواجية والقبلية التى لم تساو بين القتيلين ولم تجعل الثورة والغضب لأجل مقتل مصرى بغض النظر عن دينه.

يبحث الجميع عن مجرم خارجى فى المكان "الآخر" والمجتمع "الآخر" لأننا مازلنا بعد واهمون أننا شعب طيب لا يميل للعنف، وكل الذين يبحثون هم حسنو النوايا بلا شك ولكنهم فقط يخطئون فى "تكنيك البحث" لأنهم ببساطة يبحثون خارج ذواتهم.

شمعى اسعد

3 يناير 2010


المقال فى المصرى اليوم فى عمود خالد منتصر

المقال على موقع حريتنا

المقال على الأقباط متحدون