Thursday, March 27, 2008

محاولة غير محسوبة للكتابة الساخرة

فى مقتبل حياتى ذهبت للعمل كمتطوع فى نادى للأطفال وكنت لا أملك مواهب خاصة للتعامل مع الأطفال، فالتعامل معهم بشكل سليم يحتاج لقدرات خاصة لا أمتلكها ولا أدعيها لذلك خشيت أن يوكلنى المسئول عن إدارة النادى بالعمل فى فصول الأطفال وكنت أتمنى أن أعمل بأى طريقة إلا أن أتولى مسئولية أحد الفصول أى التعامل مع الأطفال بشكل مباشر، ولكن لأنه ليس كل ما يتمناه المرء يدركه ولا تأتى الرياح بما تشتهى السفن فقد وقع المحظور وسلمنى فعلاً المسئول أحد الفصول أو بمعنى أصح سلمنى إليهم وهنا شعرت بالجزع فكيف سأتعامل معهم؟ المهم ذهبت للعمل كأننى مساق إلى مغامرة شاقة، ودخلت الفصل ووجدت الأطفال فى هرج ومرج شديدين فحاولت السيطرة عليهم دون جدوى، والمدهش أن دخولى لم يلفت نظر الأطفال فحاولت أن ألفت إنتباههم إلىّ فصحت بهم "ما هذا التهريج؟" ويبدو أن هذه الطريقة قد أتت مفعولها فقد نظر بالفعل أحد الأطفال إلىّ ولكنه ما لبث أن أدار وجهه فى إزدراء معاوداً اللعب مع أترابه، ولا أخفى عليكم فقد بدأت أشعر بضعف حاد فى الشخصية أمام هؤلاء الأطفال، فأخذت أجول بين الأطفال كأننى أستجديهم أن ينتبهوا وينصتوا إلىّ أو حتى يقتنعوا بأننى لست أحد الأطفال، وأخيراً أخذتهم الشفقة بى فبدء الهدوء يسود شيئاً فشيئاً، وهنا شعرت بالجلالة فرحت أثأر لكرامتى المهدورة أمام هؤلاء الملائكة الصغار محاولاً إثبات شخصيتى فصحت فى صرامة وحزم شديدين "كل واحد يجلس مكانه"، وامتلأت زهواً وسروراً حينما أطاع ثلاثة أطفال وجلسوا، وعندئذ شعرت بطغيان شخصيتى فصحت مرة أخرى فسقط أحد الأطفال صريعاً، أقصد جالساً، وهكذا بشخطتين فقط من جانبى جلس أربعة أطفال، يالجبروتى وقوة شكيمتى.

ذات يوم مر المشرف فوجدنى أجلس جانباً ألهو بإحدى اللعب التى بهرتنى فرحت أتسلى بها وعندما رأيته مقبلاً نظرت إليه فى ابتسامة بلهاء محاولاً إخفاء حرجى ومحاولاً تخفيف حدة الموقف، بل توقعت أن يأتى المشرف بسبب ابتسامتى الرائعة ويلعب معى، ولكنه للأسف لم يفعل بل نظر إلىّ بحدة فوجدت نفسى لا شعورياً أجمع قطع اللعبة وأعطيها للأطفال الذين كانوا يجلسون بجوارى منتظرين بفارغ الصبر أن أرد لهم لعبتهم التى أخذتها منهم عنوة، واكتشفت بعد انصراف المشرف شيئين أولاً نظرة الشماتة فى عيون الأطفال، ثانياً إستمرار وجود الابتسامة البلهاء معلقة على شفتى.


ملحوظة: المواقف كلها من وحى الخيال ولا علاقة لها بالواقع