من كام سنة ركبت الترام أنا وابنى، الترام مكنش زحمة لكن كل الكراسي كانت مشغولة واحنا هاننزل كمان محطتين تلاتة، فوقفنا فى المكان المريح اللى فى ضهر الكراسي وجنب الشباك، الكمسارى جه وقطعنا التذاكر ورجع مكانه فى اول العربية ومن مكانه البعيد شاورلنا بابتسامة مرحبة اننا نروح جنبه وشاورلنا على مكان تانى برضه فى ضهر الكراسي وجنب الشباك، مافهمتش ايه الفرق بين المكانين وليه دعانا نغير المكان رغم اننا كنا مرتاحين فى مكاننا، لكن ابتسامته الودودة خليتنى استجبت بدون تردد، هو اتصرف بنفس لطف حد بيضايف حد فى بيته وبيطلب منه يقعد فى الانتريه بدل الصالون مثلا، بنفس الود ونفس اللطف، كأنه عارفنا، ورغم انى استجبت لكن فضلت مش فاهم هو عمل كده معانا احنا بس ليه؟
المهم نزلنا فى محطتنا ومشينا جنب سور محاوط عمارة تحت الإنشاء مجاورة للمحطة، وحودنا من شارع الترام للشارع العمودى.. مفيش ثوانى سمعنا صوت هبد جامد، رجعت اشوف ايه.. لقينا السور اللى كنا لسة جنبه وقع فجأة، قدرت المسافة اللى بعدنا فيها عنه وقت سقوطه لقيتها هى نفس المسافة اللى الكمسارى خلانا اتحركناها جوة عربية الترام من آخر العربية لأولها، يعنى لو مكنش الراجل ده عمل كده أو لو كنا رفضنا دعوته وفضلنا مكاننا، كنا هانمر جنب السور لحظة سقوطه، ساعتها انا وابنى استغربنا جدا وحسينا ان الراجل ده اتدخل بدون ارادته لإنقاذنا، لا هو كان يعرف ولا إحنا، لكن اعتبرناها تفسير لموقفه غير المفهوم وغير المقصود فى نفس الوقت.. ومازال لحد دلوقت الموقف ده من المواقف الغامضة ومش مفهومة
هل نقدر نعتبر الموقف ده معجزة؟
لو اعتبرنا المعجزة فعل خارق للطبيعة يبقى لا مش معجزة لأن مكنش فيه اى كسر لقوانين الطبيعة
لو اعتبرنا التدخل الخفى الغريب ده فى تغيير مسارنا ومصيرنا معجزة تبقى معجزة
الأمور هنا نسبية جدا والأهم إنها شخصية جدا
تجربة ذاتية بحته صعب نقلها لإثبات أى شيء
يعنى لا تشفع قدام ملحد ولا تنفع لتعزيز مؤمن
لكنها تنفع صاحبها فقط ودايرته المقربة
تهدي أفكاري فى امور معينة لكن معرفش استخدمها كحجة وبرهان فى أى مناظرة
وأظن كل واحد فينا عنده تجارب مشابهة.. عنده معجزته الخاصة اللى تقنعه هو فقط
مهما كانت ظروفك
حتى فى قلب مجاعات أفقر الدول هتلاقى تجليات شبه كده
بس هتكون دايما تجارب شخصية لكل فرد
وعمرك ماهتسمع عن معجزة جماعية توقف المجاعات أو الأوبئة أو الحروب
لأنها رسايل شخصية ليك انت وحدك والريسفير بتاع كل رسالة عند صاحبها فقط
تقدر تحكيها طبعا لكن غيرك مش هايحسها أو يحصد أثرها..
وبالتالى قصة الشفاء اللى حصلت اليومين دول فى كنيسة عزبة النخل مش مهم خالص تشوفها معجزة خارقة أو أكذوبة أو خدعة أو إن الراجل كان مريض فعلا وعنده شلل فعلا لكن لأسباب نفسية والأسباب راحت فقام ومشي وجري فى المكان
مش مهم
احنا مش طرف سواء صدقنا أو لأ
هى رسالته هو فى كل الأحوال.. هو وأسرته ودايرته المقربة
احنا كلنا تحت ضغوط نفسية صعبة السنين اللى فاتت وكلنا متعلقين بأمل ما، وكل واحد مستنى معجزته
وفى مثل هذه الظروف هاتكتر حكايات من النوع ده فمانستكرتش على بعض
وأحب فى التعليقات أقرا رسايل من النوع ده للى وصلته رسالة
