يشبه حال مصر قبل ثورة يناير حال بيت مغلق لسنوات طويلة بدون تهوية، بما يترتب على ذلك من تراكم أتربة ونقص أوكسجين، وفساد الجو الداخلى بها وتهيئته لاستقبال أمراض كثيرة، وبالفعل الأمراض التى انتشرت فى مصر طوال السنوات الماضية كانت تليق ببيئة مغلقة أصابها العفن فى كثير من جوانبها، مثل الفساد والطائفية والتعصب، حتى جاءت لحظة التهوية وفتحت الأبواب والشبابيك ليدخل الهواء والشمس ونور النهار، ولتحيا وتنتعش كل التيارات الفكرية بإيجابياتها وسلبياتها، وفى ذلك بعض مخاطر بلا شك، فهذه التيارات المختلفة وجدت نفسها بجوار بعضها البعض فجأة بدون استعداد مسبق لذلك، كمن يضع مكونات ومواد متفاعلة مختلفة فى أنبوب اختبار بدون نسب مدروسة ومحسوبة وبالتالى سيحدث تفاعل عشوائى، ومرحلة التفاعل هذه هى أصعب مرحلة ستمر بمصرحتى تتضح النتائج، وهو تفاعل حتمى وقد بدأ بالفعل وأى محاولة لمنعه أو كتمه تعنى انفجار مدمر.
وكنتيجة طبيعية لكل هذا كان لابد أن تبدأ كيانات صغيرة كثيرة فى النشوء والتكوين، جمعيات، مؤسسات الخ . . أو حتى مجموعات عمل صغيرة، وهو أمر مقبول فى هذه المرحلة حتى تتحد بعض المجموعات المتشابهة فى كيانات أكبر ـ أحزاب مثلا ـ بعد مرحلة طبيعية من التفاعل والفرز، ولا شك أن هناك أخطاء كثيرة ستحدث ولكنها أخطاء البدايات المقبولة جداً التى تأتى بعدها مرحلة تكوين الخبرة والتصحيح الذاتى.
أما الخطر الحقيقى ربما يأتى من بعض الاحتمالات والسيناريوهات السيئة منها:
أولاً أن يأتى حكم أو حاكم مستبد آخر سواء دينى أو عسكرى فيمتص الثورة أو ما تحقق منها محاولاً حبس التفاعل مما يتسبب فى انفجار داخلى يقودنا الى حال أسوأ مما كنا فيه.
ثانياً الثورة المضادة والتى برغم أننا قد فهمنا هذا المصطلح جيداً إلا أنه أصبح مثل نظرية المؤامرة نتحدث عنها كثيراً ونصدقها ورغم ذلك نساهم فى تحقيقها دون أن نعى.
ثالثاً أن نقع فى فخ الثورات الخاصة أى محاولة استحواذ فصيل معين على الثورة ليفرض رؤيته الخاصة بشئ من الأنانية، ليتمرد فصيل آخر على ذلك محاولاً فرض ثورته الخاصة هو الآخر، لندخل فى دائرة صراعات مستمرة قد تصل فى أسوأ صورها الى حرب أهلية أو فوضى حقيقية، وبالتالى يحدث التفاعل بين العناصر المتفاعلة بشكل سلبى بسبب محاولة كل فصيل التحكم فى نسب تلك العناصر لصالحه .
فى الواقع لم أعد أخشى على الثورة من الثورة المضادة لكن ما أخشاه حقا هو الثورات الخاصة.
شمعى اسعد
7 مارس 2010
--
نشرت فى
A2-News.Com
36 comments:
أولها ثورة أطفيح
في الواقع ما أخشاه حقاً هو فلول أمن الدولة
فها هم في يومين فقط
أشعلوا 3 حوادث طائفية و بدأوا بحشد المسلمين و المسيحيين لمظاهرات طائفية و البقية تأتي
لابد من حل أمن الدولة و إعتقال كل أفراده من رئيسه حتى أصغر مخبر فيه
كلامك صح بس انا بخشى عن اللى اتحقق من انفسنا من اننا او نسبة كبيرة مننا تستمر فى اللامبالاة والمهم مصلحتها هى كفرد وكمان استمرارها فى سياسة عمل المكاتب وحل الكلمات المتقاطعة وتصديق الاشاعات وبالتالى هتلاقى اللى يستغلها فى الثورات الفئوية او هتبقى صفر على الشمال وكأنك يابو زيد ماغزيت
الحل يا شمعي تقديم المصلحة العامة و الاتفاق عليها، حتى تقام دولة القانون التي يتساوى الجميع أمامه و بدون اقصاء أي مجموعة، وأن نحسم أي خلاف بالحوار و تقبل الحوار مع كل الاطراف و إن تعذر فبالقانون و إلا فالفوضى
أحمد إسلام
make no mistake, the Sony awards do not give any recognltion to quality; they have been created solely for
the purpose of Sony exposure - the awards tend to be given to those shows with most audience pull.-B.R.M watches for her
So that the stations can "Sony Award winning blah, blah, blah" - a mere plug for Sony.
For any aesthetic or production values, you may as award a show a dog turd.
دعوة لاحياء البلوج من ثاتني لأنه فعلا كان يفجر و يظهر الكثير من المواهب، و الأعمال الراقية
شكرا علي الموضوع
تسلم ايدك
للاسف لقد فسد الشعب قبل وبعد وسيظل الا اذا كل منا قام بتغير نفسه لا يمكن ان يغيره احد الا الله ثم محمد
الله يستر على مصر والمصريين
قولو امين
مقاااااااال رائع جداا
تسلم ايديك
رااااائع
رااااائع
الثورة المضادة من الشعب وليس الجيش
مخربين ومحتلين واصحاب مصالح
مقال رائع وتحياتى لك
الفلول شغالين الله ينور فى التخريب قبل وبعد الثورة
الثورة للاسف استغلت من قبل ناس لها مصالح شخصية
موضوع ممتاز
ثقافة الهزيمة.. عصابة البقرة الضاحكة 5
شركة «الأجنحة البيضاء» في عام 1986 شهد بداية تردد أسم الشركة في الحياة العامة، عندما قام (علوي حافظ) عضو مجلس الشعب بتقديم طلب أحاطة عن الفساد في مصر، مستنداً في جزء منه إلى أتهامات خاصة، وردت في كتاب "الحجاب"
VEIL
للكاتب الصحفي الأمريكي (بوب ودوورد)، وكشف حافظ عن تورط أسماء داخل النظام الحاكم فى صفقات بيع وشراء الأسلحة من الخارج "، ووثائق تتحدث عن صفقة أسلحة تم الحديث عنها داخل الكونجرس الأمريكي، حيث تحدث سيناتور داخل أحدى جلسات الكونجرس عن تأسيس مجموعة من العسكريين المصريين لشركة تدعى الأجنحة البيضاء لشراء الأسلحة من الولايات المتحدة بعمولات كبيرة.
أما أخطر هذة الوثائق هو ما كشف عنه التقرير النهائي للكونجرس والتى أكدت ان المفاوض المصرى لم يكن أبدا يعمل لصالح مصر بل لصالح عصابه سميت فورونجز، وأنه يجب محاكمته بتهمة الخيانة العظمى فى حق وطنه وصالح شعبه...باقى المقال فى الرابط التالى
www.ouregypt.us
و أقول بالنهاية هذا المقال يستحق القراءة فهو يجعلك تفكر كأنك قرأت كتابا دسما.
جزاك الله كل خير
ممتاز
راااائع
تسلم ياباشا
تسلم ياباشا
تسلم ياباشا
موضوع رائع
thanx
تسلم
تسلم ايديك على الموضوع
الربح من الانترنت-وظائف خالية
اللهم ولى من يصلح
اللهم ولى امورنا خيرنا ولا تولى امورنا شرارنا
فين الجديد .. ؟؟
جددوا موضوعتكم .. رجاءاً :)
Vielen Dank .. Und ich hoffe, Sie Mved Entwicklung und Schreiben von verschiedenen Themen :)
Post a Comment