Sunday, May 04, 2008

فى مسألة المقاطعة

كلما فتحت إيميلى أجد رسائل كثيرة تحضنى بإلحاح غريب على مقاطعة البضائع والمنتجات الأمريكية – ماعلينا من الدانماركية التى ظهرت فى ظروف خاصة ومستجدة – وأود بهذه المناسبة أن أعلن أننى سآخذ "الاتجاه المعاكس" وأسجل رفضى لهذه المقاطعة لعدة أسباب هى:

أولاً: إذا ألقينا نظرة سريعة على هذه السلع ستجد أنها من شاكلة مالبورو، كوكاكولا، كنتاكى ... ألخ، وهى كما هو واضح أشياء "دلع" ولا أجد فى مقاطعتها أى نوع من أنواع البطولة "يعنى أنا مثلاً كدة كدة مقاطعها" إلا إذا كانت المسألة تحميل جمايل والسلام.

ثانياً: لعل المقاطعة تأخذ صفة البطولة إذا استطعنا بالفعل مقاطعة كل ما هو أمريكى حتى لو كان لايمكن الاستغناء عنه مثل الكمبيوتر والانترنت.

ثالثاً: نقطة هامة أخرى هى أن علاقتنا بأمريكا لا تنحصر فقط فى بضع منتجات نقبلها أو نرفضها، إنما أيضاً هناك معاملات تجارية واسعة لا أعتقد أنه فى مصلحة البلد عموماً رفضها أو الاستغناء عنها.

رابعاً: يذهب بعض الإعلامين إلى الجامعة الأمريكية لإلقاء محاضرات عن مقاطعة السلع الأمريكية، أليست الجامعة اأمريكية أيضاً منتج أمريكى يجب مقاطعته.

خامسأ: يجب أن ننظر إلى أمريكا نظرة مشفقة فهى تكاد تكون محتلة من اليهود وهم الذين يرسمون لها خطها العام، فلماذا نترك الرأس ونمسك الذيل؟

سادساً: حينما قرر غاندى مقاطعة البضائع الإنجليزية طلب من شعبه أن ينسجوا ملابسهم بأنفسهم، أى الاعتماد على أنفسهم، وبالقعل كان للمقاطعة أثر فعال وقتها، وكانت الظروف حينئذ تسمح بذلك فقد كانت إنجلترا تحتل الهند، وكان الإنجليز يبيعون بضائعهم بأنفسهم، فإذا قاطعتهم أفلسوا وأجبرتهم على العودة إلى بلادهم، أما الآن فأمريكا لا تحتل مصر، كما أن الأمريكان لا يفرشون فى ميدان رمسيس لبيع البيتزا والكنتاكى، فضلاً عن أن الأمور صارت أكثر تعقيداً، والعلاقات والمصالح بين الشعوب صارت متشابكة ومتداخلة بحيث لا تستطيع الفصل التام بين ما هو أمريكى وما هو صينى، فأنت مثلاً إذا أردت شراء كمبيوتر "تجميع" تكون بذلك قد جمعت فى حيز صغير أكثر من ثلاث دول على رأسها أمريكا صاحبة نصيب الأسد.

ختاماً: هل نستطيع إذن أن نقدم البديل فى حالة المقاطعة كما فعل غاندى طبقاً لظروف عصره؟ وهل نحن فى قوة اليابان مثلاً كى نضع ساقاً على ساق ونقاطع من نشاء، أم مازلنا فى المرحلة التى نستطيع فيها فقط أن نقاطع جمهورية السودان الشقيقة؟ وأخيراً حتى متى تتحكم فينا مثل هذه الانفعالات التى فى الغالب تحكمها مصالح أخرى خفية وحرب شركات ومنافسات غير شريفة، فلا شك أننا أمام فرصة عظيمة لتصفية الحسابات وفرصة أعظم لهواة الصيد فى الماء العكر.

4 comments:

حزيــــــــــــــــــن said...

ارائك وكتاباتك منطقيه للغايه
ارى فيك صورة ناضجه لرجل معتدل
سعيد بك للغايه يا بشمهندس
احمد مهنى

مُزمُز said...

كلام جميل كلام معقول مقدرش اقول حاجة عنه
:)
تدرج منطقي جدا
مفيش أفحم من كده للزاعقين بتوع وجوب المقاطعةد

وفعلا مفارقة كوميدية جدا بتاعة الجامعة الأميركية دي

دي احدى العجايب المصرية

تحياتي لك

نبض اسكندرية said...

شمعى

اكيد يا شمعى كلامك فى شى من المعقول

ولكن ولماذا لا ننسج الملابس بأيدينا؟ اذا كان هذا سيرفع قامتنا؟ وسيقلل من ذلنا ومهانتنا امام غول الاسواق الاوروبية؟ وماذا ينقصنا بعد لنكون اقوى من امريكا؟

بالفعل اسرائيل هيا من تحرك امريكا ولكن فى راي اسرائيل هذة لن تدوم طويلا

ولكن نحن من تعود على السلبية واللامبالاة فى حقوقنا

اموالنا تسرق امام اعيننا ويقول كل عيش

حقوقنا تهدر ودماء تسفك ويقول كل عيش

دة حتى العيش مبقاناش لقينة

لو كانت امريكا ستقطع عنا المعونة اذا اعلنا امامها الحرب ضدها وضد اسرائيل فلتكن

ومن بدء المأساة ينهيها

ولكن ومع كل هذا المقاطعة لن تجدى فى هذة الايام الا اذا تحولنا كا عرب الى امة واحدة وكلمة واحدة

شكرا على البوست الهايل

مع انك فكرتنى بما اريد ان انساة

اسفة للاطالة وخالص تحياتى

Anonymous said...

العزيزه شمعي

اولا بشكرك جدا علي تشريفك ليا و كمان علي انك عرفتيني علي مدونتك الجميله و البوست الرائع ده

تحليلك موضوعي عزيزتي و ده اللي دايما بقوله عايزين مثلا تقاطعه المنتجات الأمريكيه هي مش بس منتجات للأكل يبقي تقاطعه الانترنت و الكومبيوتر
و ماذكرتيه هو قمه التناقض لدي البعض عزيزتي يلقون محاضره عن المقاطعه في قلب الجامعه الأمريكيه

اللي عمله غاندي ساعده فيه شعبه للأسف عندنا كل واحد بيقول يالا نفسي و بيختاروا الحلول السهله
اساسا المنتجات الهولنديه مثلا مش رخيصه و مش كل الناس تقدر تجيبها زي ماقلتي بعض الحاجات دلع يعني بيحضرني موقف حصل من واحد زميلي بيحكيهولنا ان جاب زبده هولندي و مراته لما ردع البيت بتقوله بس احنا مقاطعين قالها طيب ناكل دي و بعد كده نقاطع

لو حصل اكتفاء ذاتي عندنا من جوه بلدنا صدقيني ماحدش حيقدر يتحكم فينا لكن منتجات المقاطعه و مطاعم المقاطعه مش بس هي اللي امريكيه و لا بضائع هولنديه فيه زي ماقلتي اتفاقيات بينا و بين البلاد دي و علي اساسيات زي العيش و القمح الناس حتقدر تستغني عن القمح و العيش؟
لازم يكون فيه بدائل
بحييكي علي موضوعك المميز و اسفه للأطاله