النهارده الصبح كان عندنا معاد فى مستشفى ايادى لمتابعة تعب قديم عند صابرين.. واحنا واقفين على البحر عشان نركب.. عربية رجعت بضهرها فخبطت صابرين وحدفتها على الأرض.. صاحب العربية نزل وأنا من خضتى على صابرين فضلت ازعق فيه وازقه بعنف.. مكنش بيحاول يصدني وفضل يقولى من حقك وتعالى نروح اى مستشفى نعمل إشاعة.. سندتها وركبنا معاه لحد اول مستشفى وهو سبقني يحجز ويحاسب.. حاولت ادفع رفض تماما.. حجزنا وقالى عشر دق وجاى على ما تدخل الأشعة.. خلصنا الأشعة وانا متوتر جدا مش بس بسبب الخبطة لكن لأننا اصلا حاجزين معاد فى مستشفى ايادى المستقبل عشان نتطمن على حاجة اصلا قلقانا.. الأشعة طمنتنا ومفيش كسر والكدمات مقدور عليها.. هو اتأخر برة وانا خلصت ولقيت الاستقبال بيطلب باقى فلوس فدفعتها ومشيت.. وعلى الرصيف المقابل للمستشفى وقفنا نركب لمشوارنا الاصلى .. لقيته رجع ودخل المستشفى يدور علينا فرجعتله و عند الريسبشن راح يكمل باقى الحساب فالموظف قاله خلاص انا دفعت.. اتاريه سابنا عشان يروح يسحب فلوس يكمل حساب الأشعة.. بعدها صمم يوصلنا مستشفى ايادى.. ولأن صابرين كانت موجوعة من الكدمات فقبلت التوصيلة بعد ما اكدلى إنه فاضي تماما.. فى السكة كنت بدأت اشوف الصورة بوضوح أكتر وانه كان ذوق جدا وبيحاول يكفر عن خطأه بكل الطرق فاعتذرتله على انفعالى.. رفض اعتذارى وقالى ماتعتذرش عشان ده حقك ولو عملت أكتر من كده مكنتش هزعل.. حاولت اديله الفلوس رفض.. وباقى المشوار بدأنا التعارف.. حكالى عن شغله وإنه مهندس ميكاترونكس وحكيتله ان فادى ابنى بيدرس ميكاترونكس.. حكاية تجيب حكاية.. لحد ما سألته ليه كنت بترجع لورا.. مع ان طريق البحر مفهوش كده.. قالى انا جيت ادخل شارع البيت بتاعى فسرحت وفاتنى فحبيت ارجع حتة صغيرة.. وقالى انه كان سرحان لأن فيه ابتلاء فى حياته مضايقه فمن انشغاله بالتفكير فيه مخدش باله وحتى لما رجع بضهر العربية ماركزش مع المرايات.. طلبت منه يفضفض لو يحب قالى انا بحاول انسى فخلينا نتكلم عن الولاد وانشطتهم عشان ابعد تفكيرى..
من ناحية تانية هو عرف احنا رايحين فين ونازلين قلقانين إزاى..
كملنا المشوار وهو صمم يفضل معانا لحد ما خلصنا كشف عشان يرجع بينا.. وطول الوقت بيحكي عن شغله وظروف سفره وبعده عن بيته..
اكتشفت.. غير إنه إنسان راقي.. إننا كلنا عبارة عن قصص.. والحادث مكنش عربية خبطت حد
لا
ده قصتين اتقابلوا
وان فى لحظة الاشتباك الأولى مش بنشوف ده
انا مثلا شوفت الراجل فى لحظة الحادثة مجرد حد مستهتر.. ماشوفتش القصة اللى ورا المشهد ولا شوفت حزنه وسرحانه
كنت شايف قصتي انا بس
و الطرف الآخر دخيل فى حكايتي.. عشان كده كنت بصرخ فيه وبقوله انت طلعت لى منين..
لكن فى الحقيقة مفيش صدف وكل موقف وراه حكمة وحكاية
كل لقطة وراها قصة
كل وش مكشر ع الصبح وراه قصة..
موظف الأمن فى شغلى اللى كان مهموم مرة وسالته مالك فحكالى عن بنته ام سنتين اللى وقعت على راسها ومستنى القبض عشان يعملها اشعة مقطعية .. فطلعت التكشيرة قصة
الناس اللى بنشوفهم فى مستشفى ايادى المستقبل لعلاج الأورام هما قصص فى أعلى حالات الدراما .. وكل واحد هناك هو البطل اللى بيخوض حربه مع التنين اللى بيطلع نار من بقه.. هو البطل اللى بيفضل مش فاهم إزاى الحياة ورطته لحد ما لقى نفسه بيواجه أسوأ مخاوفه.. ومش عارف مين غالب ومين مغلوب
إحنا قصص يا جماعة بننزل نقابل قصص تانية.. ولسة مشوار الحياة شايل لنا وقفات