
رئيس نادى الأدب - ادكو
-------------------------
أبنى المسيح وأحمد انتبهوا / لا تسمعوا لرجال منكمو هجعوا
أكتوبر 2010
المقال على المصرى اليوم
حين تم اغلاقها فجأة بدون سبب معروف ربما حتى الآن
حتى عادت مرة أخرى عام 2005
على الأقل يحسب للأزمة الحالية أن كل أبطالها تحدثوا وسمعناهم
بعكس ما حدث عام 98
وربما يعكس هذا فروقا كثيرة بين حال مصر وقتها وحالها الآن
والفرق هذه المرة لصالح أيامنا هذه
للقضية الفلسطينية عوامل كثيرة جعلتها تتعقد وتتضخم ولا يبدو لها حلاً واضحاً فى الأمد القريب، من أهم هذه العوامل فى تصورى هو ما حظى به العرب من صفات سلبية قاتلة، وهى صفات كانت جديرة ليس فقط بتعقيد القضية الفلسطينية بل تسببت فى تأخر نمو وتقدم العالم العربى كله، وما حال فلسطين هنا سوى نتيجة منطقية لا تدعو أبداً للدهشة، وسأقف هنا عند ثلاث من تلك الصفات السلبية.
أول هذه الصفات هو قصور الرؤية العربية على الأمور المنظورة، بينما يتحلى العدو فى المقابل ببعد نظر كبير، ظهر ذلك فى بدايات المشكلة الفلسطينية حينما كان اليهود يشترون الأراضى الفلسطينية من الفلسطينيين أنفسهم برضا وقبول الطرفين، لم يدرك العرب وقتها أنهم بهذا يصنعون أكبر مشكلة فى تاريخهم، كل ما فكر فيه الفلسطينى هو المكسب المادى المنظور حينها، بينما على الطرف الآخر كان اليهود يخططون لمستقبلهم ويعرفون جيداً ما كانوا بصدد القيام به.
نأتى لثانى صفة عتيدة فى الشخصية العربية وهى نعرة الـ "نحن" أو الـ "أنا" التى بسببها تضخمت الذات العربية بدون اساس قوى يبرر هذا التضخم، نتج عن ذلك رغبة قوية فى الصدام مع العدو بدون استعداد حقيقى لذلك مما تسبب فى مزيد من المشاكل، تجلى ذلك فى أسوأ صورة فى حرب النكسة التى خرجنا منها بخسائر أكبر فى الأرض العربية، ثم انحصر الطموح العربى بعدها فى العودة لحدود ما قبل 67، وهذا ما يسعى له العرب حتى الآن مما جعل البعض يتساءل مؤخراً ماذا كانت المشكلة قبل 67 إذاً.
أما ثالثة الأثافى فى الصفات السلبية العربية فهى "تحول الهدف" حيث لا نتمسك بإصرار بالهدف الأساسى، بل نتركه بسهولة فى منتصف الطريق لنتحول إلى أهداف جانبية تصرفنا تماماً عن الهدف الأصلى، انظروا ما آلت إليه القضية الفلسطينية الآن التى لم يعد لها ذكر تقريباً، وتم تحويل الهدف إلى قضية أخرى فرعية اسمها "غزة"، ومع الوقت استبدلت فلسطين بغزة، ولم تعد حتى الشعارات والهتافات تردد اسم فلسطين بل غزة، لقد تحول الهدف بسهولة شديدة والتفتت الأنظار إلى غزة ونسى الجميع فلسطين أو تناسوها.
والغريب أن حتى هذا الهدف الفرعى تحول أيضاً، فقد صار الجميع يهتم بالأزمة الواقعة بين فتح وحماس، وأخذ ذلك جهد كبير ووقت أكبر واستنفذت طاقة الوسطاء ولم يصل أحد لنتيجة، وحدث ما يشبه التحول المركب للهدف، بل أننا تفوقنا على أنفسنا وتحولنا مرة ثالثة عن الهدف الأخير المستجد ودخلنا فى أزمة جديدة هى أزمة المعونات والمساعدات، واستفادات اسرائيل ـ وهذا حقها ـ من قدرتنا البارعة على التحول السريع فضربت ضربتها الأخيرة التى وجهتها لقافلة الحرية لتتضائل مرة أخرى القضية الفلسطينية التى انكمشت فى غزة وتقزمت فى قوافل المدد الغذائى، وكنت قد تعجبت وقتها كيف تتصرف اسرائيل ـ على غير عادتها ـ بهذا الغباء وتعرض نفسها لهذا النقد الدولى، ولكنها كانت أذكى مما تخيلنا، فقد كانت تعرف كيف تلهينا، وكنا نعرف نحن أيضاً كيف نلهو، بل أن لهونا وصل لدرجة أعلى بشكل يدعو للدهشة من قدرتنا مرة أخرى على الانسياق خلف كل من يحاول جرنا، حيث رفض حزب الله ان يرسل أى معونات لغزة حتى لا يعطى اسرائيل فرصة جديدة لعرقلة القوافل (وجه مبتسم)، ألهذه الدرجة نحن نطور من صفاتنا.
وهذه الصفة الأخيرة "التحول عن الهدف" لو طبقناها على قضايانا الداخلية لوجدنا ما يعضدها أكثر وأكثر، ألم تكن المشكلة المفتعلة بين مصر والجزائر هى تحول فاضح عن أهداف كانت أكثر أهمية من مباراة كرة قدم، ألا تحدث فى مصر مثلاً أحداث طائفية تلهينا من وقت لآخر عن مشاكلنا الحقيقية، بل ألم تكن القضية الفلسطينية ذاتها هى أكبر تحول للأهداف ألهانا لسنوات طوال عن النمو الداخلى فى مصر، وظل الشباب يثور ويتظاهر طوال تلك السنوات من أجل فلسطين وحدها، ثم أفقنا لنجد واقع داخلى متدهور جعلنا نعيد هيكلة أهدافنا، لتخرج مظاهراتنا مرة أخرى بروح جديدة لهدف جديد اسمه "التغيير".
-----
تعليقات اخرى على نفس المقال
http://www.facebook.com/notes/shamei-assad/ayn-tq-alqdyt-alflstynyt/398256618505
تعمل جريدة الدستور فى اصدارها الثانى بإصرار غريب على الهبوط بمستواها، ليس فقط بتحجيم كل موضوعاتها واختزالها فى نقد الرئيس وأسرته حتى بات حرياً بها أن نصفها بأنها الجريدة ذات الموضوع الواحد، إنما تطور الأمر إلى الاستسهال فى تحرير الصفحات، ولم تكن كذلك فى إصدارها الأول عام 96 بل كانت انقلاباً وثورة عارمة فى شكل ونوعية الصحافة فى مصر، كانت مختلفة عن كل ماهو سائد وقتها ليس فقط فى الشكل بل أيضاً فى المحتوى والأسلوب الصادم الذى كان يحمل جرأة فكرية وسياسية وليست جراة جنسية مثل النبأ على سبيل المثال، بل لا عجب أن أقول أنها كانت مختلفة حتى فى اختيار إعلاناتها فقد كانت الإعلانات دائماً لمنتج ثقافى مثل إعلان عن قاموس لمصطلحات الكمبيوتر، أما الإصدار الثانى فقد ظهر فى ظروف مختلفة عن الإصدار الأول لعل أههمها ظهور جرائد كثيرة تشبه الدستور من ناحية الشكل والحجم وأسلوب الطباعة وإن اختلفت فى الروح وكان واضحاً إعتماد الكثير منها على استثمار نجاح تجربة الدستور مثل الأسبوع، وكان مطلوباً أن ينافس الإصدار الثانى كل هؤلاء رغم أنه لم يعد بنفس كتيبته القديمة، كما أن فكرة كسر التابوهات التى كان يعتمد عليها انتهجتها كثيراً من الجرائد المشابهة ساعدهم على ذلك زيادة مساحة الحريات فى الوقت الحالى بينما فعلها الدستور قديماً بشجاعة تحسب له فى وقت لم يكن متاحاً لأحد تخطى الخطوط الحمراء، أما الآن فلا يجد الدستور مايقوله حتى ابراهيم عيسى اكتفى بما يكتبه عن الرئيس حتى أصبحت كل مقالة تشبه التى قبلها ومع الوقت فقدت الجريدة نقطة تميزها وتفردها.
ثم تبنت الدستور الأخوان فصاروا يكتبون ويحررون بها أو لا أعلم تحديداً من الذى تبنى الآخر إلى أن لاحظت تغيراً طفيفاً فى موقفها من الأخوان فى فترة ما قبل الحكم فى قضية ابراهيم عيسى الأمر الذى بدا كما لو أن هناك مساومة ما لتخفيف الحكم وقد كان. وزاد الطين بلة أن أصبحت جريدة يومية فخسرت أكثر لأنها وزعت ثقلها على سبع أعداد فى الأسبوع بدلاً من عدداً واحداً.
أما عن الاستسهال فقد ظهر جلياً فى العدد الأسبوعى الصادر يوم الأربعاء 24 ديسمبر 2008 العدد رقم 197 الذى كان به ملفاً خاصاً بعنوان "عيد ميلاد صلاح جاهين" الذى تلقفته بفرحة يعرفها كل من يعشق صلاح جاهين ويتلهف لقراءة كل ما يقع تحت يده عنه، وبينما أقرأ هذا الملف تذكرت عدداً قديماً أصدرته مجلة صباح الخير عن صلاح جاهين والذى جعلنى أتذكر هذا العدد هو تشابه كثير من الموضوعات بين ملف الدستور وملف صباح الخير ولسبب ما كان محفوراً فى ذاكرتى كثيراً منها، بحثت عن هذا العدد بين كتبى القديمة حتى وجدته وهو العدد رقم 1981 الصادر يوم الخميس 23 ديسمبر 1993 والذى كان يحمل عنوان "صباح الخير يا صلاح جاهين" وقارنت بينه وبين ملف الدستور فوجدت أن محرر الملف فى الدستور قد قام بنقل أغلب ما نشره من مجلة صباح الخير بدون بذل أى جهد فى عمل ملفاً جديداً أو تقديم ما هو جديد بل اعتمد اعتماداً كلياً على ملف صباح الخير القديم ونقله نقل مسطرة كما يقولون، بل لم يذكر حتى مجلة صباح الخير كمرجع وكم كنت سأحترمه لو فعل، وهذا يفسر لماذا كانت أغلب مقالات هذا الملف بدون اسم كاتبها ربما ليعطى المحرر إيحاءاً كاذباً أنه هو الذى كتب كل هذا وهو من قابل هؤلاء الفنانين الذين تحدثوا عن ذكرياتهم مع صلاح جاهين مثل نيللى وشريف منير وابنتيه أمينة وسامية بل والراحل أحمد ذكى.
أنتقد جريدة الدستور بقسوة لأننى مازلت أحبها وخليق بمن يحب ان يقسو أحياناً، فلم تعد عين المحب عن كل عيب كليلة بل صارت عين المحب فاحصة لمن تحب سعياً ورغبة فى وصوله إلى درجة الكمال.
تحديث
اتصل بى أستاذ محمد توفيق من الدستور
وهو محرر ملف صلاح جاهين
وأبلغنى ان من اعطاه المادة كلها هو بهاء جاهين
واعطاه عدد صباح الخير المذكور
واعطاه مجلات اخرى كتبت عن والده
وانه قابل كل اسرته
ولم يتعمد النقل من صباح الخير
وانه بصدد إعداد كتاب كامل عن صلاح جاهين
سيذكر فيه كل ما هو جديد عن
يبدو أن الانطباع ذاته تكون لدى الكثيرين حينما شاهدوا مسلسل ناصر، وهو أنه يأتى كرد فعل لمسلسل فاروق، حيث أن الأخير نجح فى تغيير الصورة الذهنية السلبية عن الملك فاروق التى رسمها وكونها ورسخها إعلام ما بعد الثورة، وعليه يعتبر مسلسل فاروق محاولة طيبة لإنصاف ملك قوم ذل، رغم أنه قدم هفواته وأخطاءه مثلما قدم حسناته، ولم يشوه الزعماء الذين كانوا رموزا فى عصره كى يظهره الأفضل والأكثر حكمة بل شاهدنا الملك فاروق وهو يمزح ويضحك ويدبر المقالب لأصدقائه، شاهدناه فى بعض المواقف خائفاً ومرتبكاً وقد يتخد قراراً خاطئاً، الأمر الذى يجعلك تراه إنساناً مجرداً من الهالة المقدسة التى نرسمها حول الملوك، ورغم ذلك كان عملاً درامياً لا بأس به قياساً على ما كان يكتب عن فاروق قبل ذلك.
أما مسلسل ناصر فالأمر مختلف تماماً، فالصورة الذهنية عنه أصلاً هى صورة البطل الزعيم، الذى أطاح بملك فاسد، وأنصف الفقراء وفجر ثورات التحرر فى أفريقيا، وكل ما فعله المسلسل ببساطة أنه قال ذلك، ولم نجد مشهداً واحداً يصطدم مع الصورة المرسومة أو يجرح تلك الهالة المقدسة، ودائماً تكون القاعدة هى أن تهبط بكل من هم حوله حتى يعلو هو ويظهر بمظهر الحكيم الذى لا ينطق عن الهوى، صورة أقرب إلى الأنبياء تجعل عصره هو الخير والرخاء والعصر الذى قبله هو عصر فساد بحت وعهد بائد.
تلك القاعدة هى خطأ شهير تقع فيه أعمالاً درامية كثيرة، مثل مسلسلات نور الشريف ويسرا وسميرة أحمد بل وفيفى عبده حيث يقدمون البطل السوبر الذى لا يخطئ أبداً ويلجأ إليه الجميع فى طلب الحكمة ولا يبخل هو طوال العمل فى تقديم المواعظ والنصح والإرشاد. أما فى حالة التعرض لحياة زعماء فتكون اللعبة هنا سلف ودين حيث يرد ناصر على فاروق ومن قبل كان فيلم الكرنك الذى صور عهد عبد الناصر كنموذج قياسى للإستبداد والفساد ويختم بنصر أكتوبر على يد السادات بينما مسلسل ناصر يصور السادات على أنه ذلك العصبى الذى يزعق دائماً ولا يقول شيئاً وهلم جرا.
طبعاً لن يخلو العمل من ميزة، فهو يساعدك على ترتيب أحداث تلك الفترة وتجميعها كخيط واحد متصل بغض النظر عن الدقة التاريخية، فتعرف أسماء وشخصيات كل من كان له دور وتأثير، ومراحل ظهورهم على مسرح الأحداث، ناهيك عن استمتاعك بأداء مجدى كامل الرائع الذى توحد مع الشخصية فأبدع فى تمثيلها.
ولأن المسلسل يريد أن يضع ناصر فى مصاف الأنبياء، فكان لابد أن يجعل من أسرته وأهله "بيت النبوة" فنشاهد ظهور أمه له فى منامه ليلة الثورة كأنها تباركه وتبارك ثورته التى ربما لهذا السبب صارت ثورة مجيدة ومباركة، ثم فى ليلة النكسة نشاهد عمه وزوجة عمه يقومان من نومهما فى حالة فزع ويستعوذان بالله أن "خير اللهم ماجعله خير" فما داموا من أسرة ناصر فلابد أن تكون لديهم شفافية استباق واستشعار الأحداث قبل وقوعها، وطوال الوقت نجد زوجته فى حالة تصوف دائمة يملأ الحزن قلبها على زوجها المهموم دائماً، رغم أن ابنتها منى عبد الناصر أكدت فى حوار لها أن أمها كانت شخصية مرحة وكانت تعزف البيانو وتساءلت لماذا لم نشاهد ذلك فى المسلسل بل لم نر بيانو مطلقاً فى منزلها، ولتسمح لى أن أجيبها بأن هذا لا يصح فلم نعهد زوجات الأنبياء يعزفن البيانو.
امتلأ المسلسل أيضاً بكثير من النصوص التبريرية التى تعفى عبد الناصر من أخطاء كثيرة وكانت تأتى بصورة غير مباشرة كأن يدور حوار حول أمر ما مثل حرب اليمن مثلاً تخلص فيه فى النهاية إلى تبرئة عبد الناصر والتماس العذر له، وعلى النقيض إن كان الأمر حسناً ومحموداً يسعى المسلسل إلى نسبه بارتياح شديد إليه حتى لو تعلق الأمر بتحطيم خط بارليف الذى حدث بعد وفاته بثلاث سنوات على يد السادات فنجد حواراً ملفقاً (كالعادة) بين اثنين مجهولين يؤكدان أن خط بارليف يمكن هدمه (بشوية مية) بحيث يعود فضل نصر أكتوبر لعبد الناصر.
أما الملفات الشائكة فتم تجاهلها تماماً ومروا عليها مر الكرام مثل وفاة عبد الحكيم عامر، فلم يناقشوا إن كان مات منتحراً أم مقتولاً، فقد اكتفوا بعرض مانشيت جريدة الأهرام يعقبه مشهد لعبد الناصر حزيناً على صديقه مسترجعاً ذكرياته معه.
وعلى ذكر عبد الحكيم عامر وعودة إلى ما قبل هزيمة يونيه نجد عبد الناصر يسأل عامر هل الجيش مستعد فيرد القائد الهمام مردداً كلمته الشهيرة "برقبتى يا ريس" وهكذا لا تخطيط ولا فكر، وفيما بعد لام الناس كلهم عبد الحكيم عامر على هذه الكلمة ولم يلم أحداً عبد الناصر على ثقته فى شخص يراهن على مصير بلد برقبته.
أما عن باقى الرفاق أى الظباط الأحرار فلم أفهم هل تعمد المسلسل الإساءة لهم لصالح عبد الناصر أم أنهم بالفعل كانوا كذلك، فهؤلاء الشباب قليلى الخبرة وجدوا أنفسهم ما بين ليلة وضحاها يملكون بلداً، ثم احتاروا ماذا يفعلون بها وظلوا على هذه الحيرة لمدة عامين، ولما احترفوا اللعبة وراجت تجارتهم صارت البلد بلدين وفتحوهم على بعض (مصر وسوريا)، ثم على مدى سنين طويلة شاهدنا الأداء الرائع لهؤلاء الأحرار الذى أوصلنا بكل سهولة إلى نكسة يونيه، ولا أجد طريقة أخرى لتقييم أدائهم سوى بتقييم النتائج، فنحن نحكم على أداء مصنع ما من خلال جودة المنتج النهائى وفى حالة ثورة يوليو كان المنتج النهائى لها بلداً مهزوماً، أى كارثة هذه وأى حظ سئ كان من نصيب مصر فى تلك الليلة.
---------------
المقالة نشرت فى موقع أبناء مصر
ونشرت أيضاً فى اليوم السابع
وقفنا نحن مجموعة من المدونين فى معهد الصحافة الإقليمي التابع لمؤسسة الأهرام يوم الجمعة الرابع من يوليو 2008 أمام حشد لا بأس به من الصحفيين والإعلاميين ورجال الدين من الجانبين بدعوة من البرنامج الإقليمي للأيدز في الدول العربية والتابع للبرنامج الإنمائي للأمم المتحدة لقراءة نص مبادرة المدونين والمبدعين المستقلين العرب للتجاوب مع مرض الأيدز في المنطقة العربية ورفع الوصم والتمييز عن المتعايشين مع فيروسه تحت عنوان
صراحة
وكان نصها كالتالى
نحن مجموعه من المدونين والإعلاميين المستقلين في المنطقة العربية، اتيح لنا مؤخرا الاطلاع على جملة من الحقائق و المعلومات حول (فيروس نقص المناعة البشري/ الأيدز) ، كما توفر لنا فرصة معايشة عدد من المتعايشين مع هذا المرض، قررنا إطلاق مبادرة لدعم وحماية حقوق المتعايشين مع الأيدز في دولنا العربية
وإنه مع ما نتمتع به من خصوصية امتلاك أقلام مستقلة، و منابر إعلامية حرة غير خاضعة لسلطان المؤسسات ورقابة الهيئات ، و مع اختلاف أرائنا ومشاربنا وخلفياتنا الفكرية والإبداعية والثقافية وكذا عقائدنا وقناعاتنا، وإدراكا منا لأهمية الاتفاق على بنود هذه المبادرة بما تمثله من نقطة التقاء حول ثقافة إزالة الوصم
وإذ نثمن إعلان القاهرة للقادة الدينيين (2004) من مسلمين ومسيحيين من مختلف الطوائف في البلاد العربية وكذا إعلان طرابلس للقائدات الدينيات في البلاد العربية (2006) ونؤكد على ما جاء فيهما من نقاط مهمة بخصوص (فيروس نقص المناعة البشري / الأيدز) والأشخاص المتعايشين معه، وخاصة الفقرات التالية
إن الذين يعيشون مع فيروس نقص المناعة المكتسب الأيدز/السيدا وأسرهم، بصرف النظرعن كونهم مسئولين عن مرضهم أم لا، يستحقون الرعاية والعلاج والعناية والتعليم. وننادي بأن تمد مؤسساتنا الدينية لهم يد العون الروحي والنفسي وتأمين العون الإقتصادي لهم بالتعاون مع أطراف أخرى. كما نحضهم على عدم القنوط من رحمة الله، والإصرار على الحياة المنتجة المثمرة إلى آخر لحظة، ومواجهة المصير بقلب مؤمن شجاع" .... " التأكيد على ضرورة إزالة ورفض كل أشكال التمييز والإقصاء والتهميش والوصم عن الذين يعيشون مع فيروس نقص المناعة المكتسب الأيدز/السيدا، والتأكيد على ضرورة تمتعهم بكافة حقوق الإنسان والحريات الأساسية
وإننا إذ ندرك أن المتعايش مع الأيدز له كل الحقوق في العلاج والرعاية والتأهيل بإعتباره إنسانا ويجب أن يتمتع بكافة الحقوق الضامنة لكرامة الإنسان ورفاهته وحياته وحمايته من الوصم والتمييز والانتهاك أيا كان، وخصوصا إذا كان بسبب وضعه كمتعايش مع (فيروس نقص المناعة البشري/ الأيدز)، فلقد اتفقنا على إطلاق ميثاق خاص بالمدونين والمبدعين المستقلين في الوطن العربي ينص على الالتزام بالبنود التالية
1- توعية من نستطيع الوصول إليه بحقيقة مرض الأيدز وتوفير المعلومات العلمية الصحيحة والإحصائيات الموثقة
2- محاربة الوصم المتعلق بمرض الأيدز والدعوة المستمرة إلى ضمان الحقوق الإنسانية للمتعايشين معه
3- التوعية بأوضاع الفئات الأكثر عرضة للإصابة وتيسير الوصول إليهم من أجل تقليل معدلات الإصابة بالمرض ومحاولة الحد من انتشاره
4- اتقفت المجموعة على أن للإبداع خصوصية معينة وأنه وفي حالة التعرض أو تناول موضوع مرض الأيدز وكل ما يتعلق به من قضايا يجب أن نتحرى الدقة وصحة المعلومات ضمن النص الإبداعي
5- إطلاق حملات مشتركة تأخذ طابع الاستمرارية ، حيث يتم الاتفاق على إطلاق حملات نوعية في حال حصول انتهاكات لمتعايشين مع الأيدز وخصوصا الانتهاكات الواصمة والتمييزية
6- تبادل المعلومات الصحيحة فيما يخص مرض الأيدز و بما يخدم أهداف المبادرة
7- أهمية توصيل حقيقة أن الأيدز مرض مثل سائر الأمراض يستطيع المتعايش معه العيش حياة طبيعية بما يكفل حقوق وواجبات المتعايشين مع المرض
8- اتفق القائمون على المبادرة على أن تتولى إطلاق حملات ضغط ومناصرة عبر منابرها لدعم لقضايا المتعايشين على المستوى المحلي والقطري
9- يشجع القائمون على المبادرة كل شخص وأسرته على الذهاب إلى مراكز الفحص الطوعي للاطمئنان من خلوه من فيروس مرض نقص المناعة البشري
10- يدعم القائمون على المبادرة أي ناشط في حال تعرضه للضرر نتيجة دعمه لحقوق المتعايشين مع الأيدز، من خلال التضامن معه والوقوف إلى جانبه
11- نلتزم بالقيام كلنا بعمل الفحص الطوعي يوم الجمعة الموافق 4 من يوليو لعام 2008 وذلك في حضور زمرة من الإعلاميين والصحفيين ورجالات الدين، وندعو من خلال ذلك الحدث كل الشباب العربي ومن مختلف الفئات والأعمار بالقيام بالفحص الطوعي والمتوفر مجانا في كثير من الدول العربية وذلك بغية حماية أنفسهم ومن يحبون، ومن ثم التحصل علي العلاج في أحسن الظروف في حالة إصابتهم بالفيروس، كما نعلن الالتزام بالوقوف إلي جانبهم في كل الظروف
والله الموفق
الرابع من يوليو لعام 2008 – القاهرة
ولا شىّ بيرد روحى . . ويداوى نوحى وجروحى . . غير بوحى أنا بكل مابى