Wednesday, July 26, 2006

أم كلـــــــــثوم

لما ليلى يبقى أطول من ساعاته

وأما قلبى أبقى سامع صوت آهاته

أسمعك

ألقى صوتك

أقوى من الليل والسكات

ويريحنى

زى ماكان

بيريحنى بكايا ساعات

Tuesday, April 18, 2006

من البلكونة أتحدث


لم أكن أتصور فى يوم من الأيام أن تصبح البلكونة أهم من الدش وأهم من الوصلة وأهم من النت، فمنها رأيت أشياءاً لم تكن أبداً فى الحسبان، رأيت جنازة شهيد مقتول فى قلب كنيسته، ورأيت شعباً صمت كثيراً، واستنطقته جنازة الشهيد، رأيت شباباً عاطلاً وجد عملاً أخيراً تمثل فى مطاردة الجنازة والإحتكاك بها، فبئس من جعلوه عاطلاً، من البلكونة رأيت آخر ما كنت أتمنى أن أراه، رأيت أناساً - ستعرفون بعد عشر كلمات أنهم ليسوا كذلك - يشاهدون الجنازة من بلكونات أخرى، فراحوا يقذفون جثمان الشهيد بالحجارة والزبالة، من البلكونة رأيت جماهيراً تهلل من بلكوناتهم أيضاً إمتعاضاً لرؤيتهم صليباً فوق التابوت،وسمعت منهم من يردد أن التابوت فارغاً وأنها مجرد "حركات علشان أمريكا تيجى" فأدركت أن تلك الأدمغة هى أيضاً نعوشاً لعقول ماتت منذ زمن، رأيت أيضأ أناساً - كانوا حقاً كذلك - بكوا معنا، ورفضوا معنا، وشجبوا معنا، وأدانوا معنا، من البلكونة رأيت مختلين عقلياً كثيرين جداً وحاولت جاهداً أن أراهم واحداً كما فعل المحافظ فلم أفلح - حقاً كم أحسده - من البلكونة رأيت هياجاً وتحطيمأ فى محلات وصيدلية كانت تبيع الدواء للمسلم والمسيحى، دمروا وحطموا وأحرقوا وسرقوا، ثم على مهله جاء الأمن، ورأيت كيف كان متباطئاً، من البلكونة رأيت رصاصاً مطاطياً ورأيت قنابل مسيلة للدموع، رأيت جنوداً لايعلمون هل هم فى مصر أم فى فلسطين أم فى العراق وربما احتاروا كثيراً وتساءلوا "على من نطلق الرصاص"، رأيت مطاردة بين الأمن والمشاغبين وكان واضحاً جداً عدم نية الأمن القبض عليهم . . فقط تهويشهم ربما ليتسنى لهم إعادة الكرّة فى اليوم التالى، فقد كان يزوم بصوت عالى قبل الهجوم على المشاغبين المختبئين فى الشوارع الجانبية فيتيح لهم الفرصة للهروب قبل أن يلحقوا بهم ثم يعودون أدراجهم فيظهر المشاغبون من جديد وهكذا دواليك .. كم كانت أمسية لطيفة لنا مع أننا لم نكن بحاجة لمشاهدة توم وجيرى.
ثم رأيت فى اليوم التالى نفس المسلسل بنفس السيناريو وبنفس تباطؤ الأمن أى "إعادة لحلقة أمس".
من البلكونة رأيت أيامى القادمة وعرفت أن الحياة فى مصر غير آمنة.
من البلكونة رأيت الحقيقة، ومن الإعلام رأيت الزيف والبهتان، فعرفت كيف تصاغ الأخبار وكيف نشرب الأكاذيب بالملعقة.
من البلكونة يحييكم
مهندس/ شمعى أسعد فهمى

Saturday, April 15, 2006

مصر وطن لن نعيش فيه


تعيش فى مصر وكل همك تأمين قوت يومك – ناهيك عن أن غداً فى علم الغيب – وفى سبيل ذلك ستصارع قوى كثيرة، من عذاب المواصلات الى بيروقراطية كل الجهات، من صراعك مع زملائك ومديريك الى مسئولياتك التى لا تنتهى، من قهر حكامك. . من زيف إعلامك أو غيبوبته وغيبوبتك معاً، من تصنع من يدعون أنهم يدافعون عن حقوقك بينما هم يتربحون من وراءك، من محسوبيات أضاعت عليك فرصة . . كانت تخفى وراءها أحلامك كلها، من ظلم وقع عليك ذات يوم ولم تستطع أن تفعل شيئاً حياله، ربما ضعفاً أو قهراً أو حتى خجلاً و حيائاً . . من إصرارك الرائع على تحقيق أحلام بسيطة فلا تتحقق تلك الأحلام . . ولا يتبدل إصرارك الى يأس.
من أشياء كثيرة تحاصرك . . وتعاندك . . وتزداد قسوتها كل يوم. .
فالطعام – الذى من أجله كان جهادك المقدس هذا – سرطنوه وفيرسوه، فربحوا هم الكثير وخسرت أنت أحباءك. وهؤلاء الذين مازالوا يدعون أنهم ولاة أمرك وحماة حقك أفسدوا حتى علاقتك "بالآخر" الذى يشاركك كل هذا العناء ويختلف معك فقط فى خانة الديانة.
فتكون المحصلة أن الكل يحارب: بعضنا يحارب فيروساً مدمراً، وبعضنا يواجه سرطاناً لعيناً لا يرحم . . وآخرون يتلقون طعنات قاتلة وهم يصلون فى كنيستهم.
وتكون هذه الطعنات من شباب مهزوم أصلاً فشل من أول حرب وقرر أن يهزم الجميع.
وسيخرج المسئولون فى وسائل الإعلام ليؤكدوا أن من فعل هذا مختلاً وأنك فى مصر بلد الأمن والآمان، وأن بلدان العالم تحسدك على هذا، وسيصورون شيخاً وقسيساً معاً، وسيبتسم الجميع أمام الكاميرات وستعرف بعد أن تغلق جهاز التليفزيون وتعاود جهادك اليومى أنهم كانوا يتحدثون عن بلد آخر غير هذا الذى تعيش فيه. فلا تملك إلا أن تعود لتستأنف صراعاتك التى صنعوها لك وبداخلك عواصف وأنواء وأشياء جميلة تتحطم وتصبح مصر بحق وطن لا يستحق أن نعيش فيه.



Thursday, February 23, 2006

يا حكاية جميلة

يا حكاية جميلة ليلاتى
بحكيها لحد الفجر
وبفكر فيكى بقالى
من عشرة حداشر شهر
وبجيب الورقة وقلمى
واكتب أشعار علشانك
وافرشلك ركن فى قلبى
واتمنى يكون ده مكانك
وبشوفك زى فراشة
بتطير حوالين الزهر
وبشوف الكون فى عيونك
شمساية ونسمة وبحر
دنا فاكر يوم ما عرفتك
بالصدفة سافرتى معايا
فى القطر قعدنا نحكى
وحكاية تجيب فى حكاية
من يومها وقلبى يقوللى
خلصت خلاص الصبر
وما دمت عرفت ميعادها
ومكانها فى قطر العصر
هيسافر قلبى معاكى
مطرح ما تروحى يروح
وبشوفك معنى وغاية
وكلام بيرد الروح
والقلب أمرنى بحبك
ولقيتنى بطيع الأمر
أنزل من بيتنا بسرعة
استنى ميعاد القطر





نشرت فى جريدة القاهرة بتاريخ
28 Feb. 2001




ونشرت فى جريدة القاهرة مرة أخرى بتاريخ
31 July 2001

Wednesday, February 22, 2006

نفسى احرر قصايدى منك

نفسى احرر قصايدى منك
نفسى أكتب مرة شعر فى أى حاجة
ولو مرة واحدة ما يكونش عنك
عن أى شئ فى الكون جميل
ضحكة صافية . . نجمة شاردة
قولى وردة . . أو نخيل
عن يوم سعيد مرَ بى
كان قصير أو طويل
عن يوم حزين نسانى ضحكى
عن شئ أليم خلانى أبكى
عن مصر مثلاً بلد العجايب
واديكى شايفة الهموم زكايب
والنيل الغريب فى بلد الحبايب
عطشان والمية فيه
مستنى الحبيب يرويه
والحبيب طول عمره غايب
نفسى احرر قصايدى منك
نفسى أكتب مرة شعر فى أى حاجة
ولو مرة واحدة ما يكونش عنك
بس مش قادر يمكن لأنك
زى حرف من الحروف
زى ما العين لازم تشوف
أقصد كأنك
شئ ضرورى لأى شعر
زى الوزن والتفاعيل
زى كل كلام جميل
لو يوم داريتك عن شعرى مرة
هابص ألقاه يسألنى عنك
نفسى احرر قصايدى منك





نشرت فى جريدة القاهرة بتاريخ

10 December 2000