Thursday, May 15, 2008

إرفعوا الوصم عن مريض الأيدز

التعايش مع الأيدز






كان شعوراً جميلاً أن أتلقى بصفتى مدون دعوة لحضور ورشة تدريبية للمبدعين والمدونين والإعلاميين المستقلين للتجاوب مع الأيدز في المنطقة العربية والتى نظمها مكتب البرنامج الإقليمى للأيدز فى الدول العربية ولا شك أيضاً أنه إحساساً رائعاً أن يكون القلم أو ما أكتبه هو سبب فى أن يكون لى نمط حياة مختلف وأن تدخل فى دائرة إهتماماتى أشياء لم أعمل لها حساباً من قبل وأن أكون مع هؤلاء المبدعين استمتع واستدفئ بإبداعاتهم وأفكارهم فجميل وممتع هو تلاقى العقول وزاد الأمر جمالاً هو أن المشاركين كانوا من أغلب الدول العربية بتنوع ثقافاتهم.

لم يكن هدف الورشة هو نشر التوعية عن الأيدز فحسب بل كان أيضاً هو حث المجتمع على تقبل فكرة التعايش مع مريض الأيدز وأن نرفع عنه الوصم أى وصمة العار التى تلاحقه وتطارده بقية عمره، ولأن مجتمعاتنا تميل إلى التصنيف وبالتالى إلى التمييز الذى يستدعيه هذا التصنيف فلم نعف حتى المرضى وأعنى فى موضوعنا هذا مرضى الأيدز تحديداً فرحنا نصنفهم ونميزهم ونضعهم فى قائمة الممنوعين من أن نتعايش ونتواصل معهم فصار مريض الأيدز ليس مجرد مريضاً بل هو شخص آثم لابد من اجتنابه ومن ثم حملناه كل أوزارنا وكشفنا له عن وجه مستر هايد القبيح المختبئ خلف وجه دكتور جيكل ذو الملامح الطيبة.

نتحدث كثيراً عن قبول الآخر فإذا كان مريض الأيدز بفعل التمييز تحول إلى آخر وبات منبوذاً وموصوماً أليس هو أهم وأولى آخر يتحتم علينا قبوله والتعايش معه.

أرفعوا الوصم عن هؤلاء ولا تصدقوا أنه ليست للأيدز أسباب سوى ما أتى به فيلم الحب فى طابا، قوموا بزيارتهم فى المستشفيات فلا يجب أن تتحول غرفهم هناك إلى عنابر حبس إنفرادى حيث لا زيارات ولا باقات ورد ولا ابتسامات ودودة مشجعة، إذهبوا إليهم فى منازلهم، وصافحوهم، فالسلام باليد معهم آمن، كما أن فى الأصل فعل السلام نفسه آمن وضرورى كى نبقى بشراً.

* * * * * *

كانت الورشة تحمل جانباً إبداعياً سواء نصوصاً أو عروضاً أو غناءاً وكلها كانت تلقائية ومن وحى الورشة وموضوعها فكان أن قدمت أنا هذه الأبيات التى أتمنى أن تصبح أغنية وهى على لسان مريض إيدز يعاتب صديقاً أو يعاتب مجتمعاً بأكمله

ماهيش فارقة أكون فاعل

ولا فارقة أكون مفعول

أنا دلوقتى مش عايز

غير إنى أكون مقبول

* * *

متخافش لما تمد إيدك

إيدى محتاجة السلام

أوصل الأحلام معايا

نفسى لما أنام .. أنام

* * *

أنا همى ماهوش فيا

قد ما هو حقيقى فيك

ما توصمنيش بما بيا

وخلينى ألاقـــــــــيك

* * *

أنا موصوم على حزنى

على جرحى على دائى

أنا لو هانسى يوم مرضى

ها يكشفنى أدائى

بدور فيك على حلى

بس حقيقى مش لاقى

Wednesday, May 14, 2008

مدونات مصرية للجيب


دعوة عامة
لحضور حفل توقيع العدد الأول لسلسلة

مدونات مصرية للجيب

الخميس 22/5/2008
الساعه السادسه والنصف مساءً

عمر بوك ستور (مكتبة عمر)
ميدان التحرير – شارع طلعت حرب
فوق مطعم فلفله


Sunday, May 04, 2008

فى مسألة المقاطعة

كلما فتحت إيميلى أجد رسائل كثيرة تحضنى بإلحاح غريب على مقاطعة البضائع والمنتجات الأمريكية – ماعلينا من الدانماركية التى ظهرت فى ظروف خاصة ومستجدة – وأود بهذه المناسبة أن أعلن أننى سآخذ "الاتجاه المعاكس" وأسجل رفضى لهذه المقاطعة لعدة أسباب هى:

أولاً: إذا ألقينا نظرة سريعة على هذه السلع ستجد أنها من شاكلة مالبورو، كوكاكولا، كنتاكى ... ألخ، وهى كما هو واضح أشياء "دلع" ولا أجد فى مقاطعتها أى نوع من أنواع البطولة "يعنى أنا مثلاً كدة كدة مقاطعها" إلا إذا كانت المسألة تحميل جمايل والسلام.

ثانياً: لعل المقاطعة تأخذ صفة البطولة إذا استطعنا بالفعل مقاطعة كل ما هو أمريكى حتى لو كان لايمكن الاستغناء عنه مثل الكمبيوتر والانترنت.

ثالثاً: نقطة هامة أخرى هى أن علاقتنا بأمريكا لا تنحصر فقط فى بضع منتجات نقبلها أو نرفضها، إنما أيضاً هناك معاملات تجارية واسعة لا أعتقد أنه فى مصلحة البلد عموماً رفضها أو الاستغناء عنها.

رابعاً: يذهب بعض الإعلامين إلى الجامعة الأمريكية لإلقاء محاضرات عن مقاطعة السلع الأمريكية، أليست الجامعة اأمريكية أيضاً منتج أمريكى يجب مقاطعته.

خامسأ: يجب أن ننظر إلى أمريكا نظرة مشفقة فهى تكاد تكون محتلة من اليهود وهم الذين يرسمون لها خطها العام، فلماذا نترك الرأس ونمسك الذيل؟

سادساً: حينما قرر غاندى مقاطعة البضائع الإنجليزية طلب من شعبه أن ينسجوا ملابسهم بأنفسهم، أى الاعتماد على أنفسهم، وبالقعل كان للمقاطعة أثر فعال وقتها، وكانت الظروف حينئذ تسمح بذلك فقد كانت إنجلترا تحتل الهند، وكان الإنجليز يبيعون بضائعهم بأنفسهم، فإذا قاطعتهم أفلسوا وأجبرتهم على العودة إلى بلادهم، أما الآن فأمريكا لا تحتل مصر، كما أن الأمريكان لا يفرشون فى ميدان رمسيس لبيع البيتزا والكنتاكى، فضلاً عن أن الأمور صارت أكثر تعقيداً، والعلاقات والمصالح بين الشعوب صارت متشابكة ومتداخلة بحيث لا تستطيع الفصل التام بين ما هو أمريكى وما هو صينى، فأنت مثلاً إذا أردت شراء كمبيوتر "تجميع" تكون بذلك قد جمعت فى حيز صغير أكثر من ثلاث دول على رأسها أمريكا صاحبة نصيب الأسد.

ختاماً: هل نستطيع إذن أن نقدم البديل فى حالة المقاطعة كما فعل غاندى طبقاً لظروف عصره؟ وهل نحن فى قوة اليابان مثلاً كى نضع ساقاً على ساق ونقاطع من نشاء، أم مازلنا فى المرحلة التى نستطيع فيها فقط أن نقاطع جمهورية السودان الشقيقة؟ وأخيراً حتى متى تتحكم فينا مثل هذه الانفعالات التى فى الغالب تحكمها مصالح أخرى خفية وحرب شركات ومنافسات غير شريفة، فلا شك أننا أمام فرصة عظيمة لتصفية الحسابات وفرصة أعظم لهواة الصيد فى الماء العكر.