Saturday, April 15, 2006

مصر وطن لن نعيش فيه


تعيش فى مصر وكل همك تأمين قوت يومك – ناهيك عن أن غداً فى علم الغيب – وفى سبيل ذلك ستصارع قوى كثيرة، من عذاب المواصلات الى بيروقراطية كل الجهات، من صراعك مع زملائك ومديريك الى مسئولياتك التى لا تنتهى، من قهر حكامك. . من زيف إعلامك أو غيبوبته وغيبوبتك معاً، من تصنع من يدعون أنهم يدافعون عن حقوقك بينما هم يتربحون من وراءك، من محسوبيات أضاعت عليك فرصة . . كانت تخفى وراءها أحلامك كلها، من ظلم وقع عليك ذات يوم ولم تستطع أن تفعل شيئاً حياله، ربما ضعفاً أو قهراً أو حتى خجلاً و حيائاً . . من إصرارك الرائع على تحقيق أحلام بسيطة فلا تتحقق تلك الأحلام . . ولا يتبدل إصرارك الى يأس.
من أشياء كثيرة تحاصرك . . وتعاندك . . وتزداد قسوتها كل يوم. .
فالطعام – الذى من أجله كان جهادك المقدس هذا – سرطنوه وفيرسوه، فربحوا هم الكثير وخسرت أنت أحباءك. وهؤلاء الذين مازالوا يدعون أنهم ولاة أمرك وحماة حقك أفسدوا حتى علاقتك "بالآخر" الذى يشاركك كل هذا العناء ويختلف معك فقط فى خانة الديانة.
فتكون المحصلة أن الكل يحارب: بعضنا يحارب فيروساً مدمراً، وبعضنا يواجه سرطاناً لعيناً لا يرحم . . وآخرون يتلقون طعنات قاتلة وهم يصلون فى كنيستهم.
وتكون هذه الطعنات من شباب مهزوم أصلاً فشل من أول حرب وقرر أن يهزم الجميع.
وسيخرج المسئولون فى وسائل الإعلام ليؤكدوا أن من فعل هذا مختلاً وأنك فى مصر بلد الأمن والآمان، وأن بلدان العالم تحسدك على هذا، وسيصورون شيخاً وقسيساً معاً، وسيبتسم الجميع أمام الكاميرات وستعرف بعد أن تغلق جهاز التليفزيون وتعاود جهادك اليومى أنهم كانوا يتحدثون عن بلد آخر غير هذا الذى تعيش فيه. فلا تملك إلا أن تعود لتستأنف صراعاتك التى صنعوها لك وبداخلك عواصف وأنواء وأشياء جميلة تتحطم وتصبح مصر بحق وطن لا يستحق أن نعيش فيه.



5 comments:

Anonymous said...

أحييك بشدة
ومبروك لتلك المدونة

BaTaTa said...

مصر وطنى و تستحق العيش فيها مهما عطلت البيروقراطية التى تفشت فى كل مكان و مهما طبقت كلمات و افعال و سرقات حكامها على انفاسنا لن اتخلى عن حقى فى العيش فيها و ساظل اقاتل حتى ارى حلمى فى وطن الحرية و الاشتراكية و الوحدة يتحقق او ساموت و انا احمل حلمى الى قبرى و لكن لاخر قطرة بدمى لن اقبل وطن غير مصر

شمعى أسعد said...

عزيزتى لبنى
أقدر ما تقولينه
ولكن ما كتبته كان يعبر عن الاحباط الذى شعرنا به بعد احداث الاسكندرية الاخيرة
حينما تكون المشكلة بيننا وبين حاكم مستبد فانا استطيع مثلك ان ابقى للنفس الاخير
ولكن حينما تكون المشكلة بينى وبين شريكى فى الوطن حينما اجد اخى هذا يخرج الى الشارع فى حالة هياج لقتل اول مسيحى يجده فماذا يبقى لى وماذا يغرينى بالبفاء رغم انى فعلا بحب مصر لكن غصب عنى لما اكرهها احيانا والعن ابوها بعشق زى الداء

Anonymous said...

سيدي الفاضل ..
تعددت الأسباب والموت واحد،
صرح أحدهم في إحدى جلسات الأنس أن المسيحيين هم من بدؤوا بالاعتداء، وأنهم في سبيل تشييع الجنازة قد حطموا بعض السيارات والمحلات غير الإصابات التي أحدثوها بالمواطنين المسلمين المسالمين وعلى رأسهم سيدة منقبة مسنة .
غير أن هذا القول مردود بغير رد، مفند بغير تفنيد ، ففي الوقت الذي يدعون فيه ذلك ن تزدحم المستشفيات بضحايانا من أحداث الشغب وخمن جميعهم يحملون "مسيحي" في خانة الديانة ببطاقة تحقيق الشخصية ودون مرادفات في الأعداد أو الإصابات من المسلمين ،
إنها ليست فتنة طائفيه ، إنها أحداث شغب والمسئول الأول عن تفاقمها هو الحكومة المصرية وعلى الأخص الشرطة التي تندمج مع الشعب في نسيج واحد لخدمة الوطن الذي لا هدف له سوى القضاء على الأقباط :
، فمن كشح، إلى قليوبية، إلى أقصر ، إلى محرم بك، إلى 45 الإسكندرية (كلاكيت تاني مرة).

وعموما لدي كلمة وحيدة أوجهها للمجتمع الدولي أو إلى من يهمه الأمر: ألا تذكرنا أحداث جمعة ختام الصوم بذلك الذي حدث في المسجد الأقصى من سنوات عديدة وملئوا الدنيا صياحاً وعويلاً ولكن لا لقد نسيت فلا وجه للتشبيه بيننا وبينهم ،إضافة إلى أنهم هم من يقفون وراء المدفع هذه المرة : " يا أمة العروبة .... أبشري فأقباط مصر قد أشرفوا على التقهقري .....".

Anonymous said...

Thanks to Eng. Shamie, he is true with himself and with outside world, when the majority were ignoring the facts, when the clergy failed the copts continuously ignoring their urgent need for the leadership who can fight for them without fear , but our people are alaways able to present real warriors who can carry the torch to guide others through the darkness, and they deserve that because they're true with themselves, my sincere condolences to the victimes and their families, my advice to the copts - if they want to listen- this violence will continue over and over again until you will find a true leader who value your blood,
Sherif Markos
New jersey